Translate

الخميس، 31 يوليو 2014

دنيا فانيه


بسم الله الرحمن الرحيم


روح ذابله ثم روح مودعه وهاهي الروح قد رحلت لخالقها



صديقة طفوله ثم مراهقه ولاكن المسافات باعدت بيني وبينها

انهكها المرض فاصبحت ذابله

ثم امتدت عليها الايادي الفاشله لتعلن لنا عن فشلها لتجرب على

جسدها الذابل فحولتها اياديهم البشعه الا جسد بروح تودع الحياة

((اطباء اليوم هم سفاحون لارحمة بقلوبهم وفاشلون اللهم لاتجعلنا تحت اياديهم اذ انهم لايهمهم سوى المنصب وراتب اخر الشهر وكانهم ميكانيكيون تاتهم السيارة بعطل بسيط ويخرجون العلل التي لاوجود لها ليقبضوا ثمن الدفع العالي الفرق بينهم وبين الاطباء ان الاطباء يتاجرون بارواح البشر ببشاعه))

عندما زرتها لم استطيع دخول الغرفه الصغيره مليئه بالاجهزه التي بدت لي انها تعزف

معزوفات الحياة المودعه

بكيت بشده رغم انني لم استطيع تجاوز باب غرفتها

وماهي الا ايام وبشرنا انها فتحت عيناها التي اصبحت تغوص بسواد

دل على مدى الالم الذي عانته

لم ازرها بعد استيقاظها لانها لم تخرج من العنايه المركزه بعد

انتهى شهر العباده وفرحنا باول ايام العيد

واتى اليوم الثاني استيقظت عصراً فوجئت برساله

تخبرني انها قد فارقة الحياة وان روحها قد سلمت الى خالقها

صمتت لدقائق عداد وبعدها سمحت لسيل الدمع بالسقوط

بكيتها باسى ندمت انني لم ازرها عندما استيقظت

كيف لنا نحن البشر ان نحتمل مثل هذه الفاجعه

الحزن الذي اجتاح اواصلي ارهق جسدي

جعلني افكر بعمق بين صوت الشهقات التي تنفس عن حر مافي جوفي

من حزن

وعلى فكري الذي ردد:

*لو كنتي مكانها اليوم .. لو كنتي انتي من ماتت*

اقشعر جسدي لمجرد التفكير بالقبر

يالهي كم انا بغفله شديده عن الامر

حقيقه اننا غافلون واننا بعيدون كل البعد

حقيقة اننا سنكون يوما ما نحن من نموت

جعلتني اعيد حساباتي كلها

اوتعلمون

كانت الصلاة على جثمانها يوم الغد

3_10_1435 –ظهرا

واتى الغد بسرعه وكانه يثبت لي بانه يوم من عمري مضى يوم انطوى

واقترب ودنى موتي مني

نظراتي مشتته تماما .. الدمع في حجر عيناي اجتمع

ومع كل مترا يقربنا لرياض يجعلني اتوتر وتشتد اعصابي وصبري يقل لازلت بصدمه

ولازلت لا افهم انها فارقتنا دون رجوع

وهاقد مررنا بجانب مجمع الراجحي الذي سيقام به الصلاة عليها اقشعر جسدي لروئيتي سيارة الموتى تنزل جثمان احدهم

وصلنا منزلهم تمنيت ان اجد من يجلس ولا يذهب للمغسله فالخوف اعتراني

واستمسك بقلبي الذي كانت نبضاته مؤلمه

ولاكن الجميع رغبوا بالذهاب فذهبنا

صالة انتظار المغسله اجتمعن والدتها وشقيقتها التي تصغرها

وخالتها وامي * وهي عمتها * وبنات خالتها وانا وابنتاي خالي

دقائق معدوده صمت يجتاحه صوت خالتها المؤمنه بالله القويه وبضع شهقات تصدر تاره واخرى من الجالسات

الى ان وصلنا صوت احدهم يبكي

الارتباك ظاهر عليهن جميعا 



وماكان منا الى البكاء بدون صوت لاترى سوى هزة الاكتف

وبضع شهقات تتمرد لتخبر من حولنا اننا نبكي

بضع دقائق وانا لم اسكت بدوامة بكاء متواصله

اتتنا المغسله لتخبرنا ان ناتي لنودعها

دخلنا 

ارهبني منظر المغسله

ارهبني صوت نحيبهن لانني اخر من دخلت شقيقتيها اللتين تعلقتا

بجثمانها وخالاتها اللاتي يهدئنهن ووجوههن بدى عليها الحزن والانكسار

سمعتهن يودعنها

لم ارى منها شيئا لم استطيع الدنو اليها بقيت مبتعده

يفصل ابيننا مغسلة موتى

حتى استدعتني والدتي لتوديع جثمانها اقتربت وشقيقتها تنتحب حولي وهي تنهار 

مابين دعوات من حولي بقيت لثوان قليله اقسم انها لم تتعدى دقيقه وانا فوق رائسها

الذي لم يتضح منه سوى عيناها وجبينها وقليل من انفها

اقسم انه وقت طويل بالنسبة لي

وضعت شفتاي على جبينها لتقبيلها

كان باردا كالصقيع سرت بردتها لجسدي

واقشعر جسمي وحشرج صوتي وانا اسمعهم يقولون بانها ربما ترى مايحدث

خرجت بسرعه وانا لاستطيع تمالك نفسي بكيت بشده لم استطيع ان امنع نفسي

وان وصلت الاستراحه وجدت ن هن بعمري ينتحب ويبكين بصوت لم يستطعن ان يقصرنه

كدت ارى قلوبهن تخرج مع شهقاتهن العاليه كيف لا ونحن للمرة الاولى ندخل

الى مغسلة اموات

ونرى جثماناً لطالما لعبنا بصغرنا مع صاحبته

كيف لنا ان لا نبكيها وهي ابنة خالنا ابنة خالتنا

كيف لنا الا نبكي ونحن نعلم ان ن توفيت بعمرنا

ربي انها مصيبة كبرى وقعت على رؤوسنا ونحن
عدت للمنزل ولم اجلس مع من صلى عليها

كنا صامتين

بداءنا نجهز المجالس ونعطرها لنستقبل المعزون

وماهي الى سويعات واتى الرجال من الدفن

تمزق فكري لأشلاء وانا اتعجب الوضع

لقد وضعوها بقبرها وعادوا

لم يبقوا معها بتاتا

يالله

لو كنت مكانها لو اتى اليوم الذي اصبح عليه مثلها

ارتجف جسدي

التفت لصوت قهقه خفيفه فاذ باثنتان متجالستان وينظرن بهواتفهن ويضحكن

شعرت بغضب يعتريني رمقتهن بنظره ولاكن لاحياة لمن تنادي

ثوان وبنات خالها اتين من طريق سفر

وصدمت عندما استرسلت قريبتها بالحديث معهن والضحك

بخفه

تسائلت لو انها بيننا الان تتجول وترى مايحصل بعد ان وضع جثمانها بالقبر

ولم تمر حتى ساعتان وقد بدى لي اشكال البعض طبيعيه

اردت ان اصرخ على الجميع بكفى

اظهروا بعض الاحترام لمن تاثر بموتها حقا

بنات خالتها الاتي كنّ صامتات والحزن بادي عليهن مثلي

نهضت لان الجلسة لم تعجبني ارغب بمكان هادئ لادعي لها

وافكر قليلا دخلت المجلس الثاني فوجئت بالنساء يتحدثن بشكل طبيعي

 اتى الغداء واكلنا

وكلمه واحده ارددها لو انها هنا الان لبكت عمرها الذي ضاع مع البشر

بعزائها راءيت عزائي

سيحصل بعزائي ماحصل بعزائها

سياكلون ويتباشرون ويضحون حتى وان تربة القبر لم تجف

ولم تمر ليله عليها

ونسوها من دعواتهم

ماسافعله هو ان اترك كل شئ فلا شئ يستحق ان ارعيه وان اهتم له

اجل , تبا لدنيا فانيه..

اجل , تبا لبشر سيودعون..

اجل , سيضحك البشر

اجل سيقيمون زواجات

اجل , سينجبون صبيه وفتيات

اجل , سيمضون قدما وانا تحت التراب

تبا لكل شئ

قررتوا ترك الدنيا ورائي

وترك البشر

وترك الملذات

وترك كل شئ

افكر بها وافكر بحياتها رحمها الله

بحياتها بالبرزخ كيف هي

افكر هل ثبتها الله عند السؤال

هل عوضها بعد ان كتب لها المرض لثلاث سنوات

تصف خالتي التي غسلتها مع من تطوعن

بان جسدها جروح اثر العمليات

فهي رحمها الله فقدت كليتيها اصيبت بالتهاب بالدماغ

فشل رئوي عمليات لتنفس فتحه بالحنجره وثقوب بجسدها

دفنت وحدائد العمليات لازالت بجسدها

هذا ماهون علي التفكير ان الله اذا احب عبدا ابتلاه

وربي ابتلاها بعافيتها وابتلانا بفراقها وفقدها

الحياة دروس

ولم اكن اعتقد انها ستكون احد دروسي

ابنة خالي .. صديقة الطفوله المشاغبه و المراهقه المتدلعه والشابه التي عانت

بين المستشفيات و غرف العمليات

تركوها وحدها وبثالث يوم عزاء هم مسافرون الى الديار



وستكمل عائلتها حياتهم

وهي فقط من توقفت حياتها

ان لله وان اليه راجعون


رحمك الله وغفر لك وجعل قبرك روضه من رياض الجنه